أكد تقرير نشرته وكالة “رويترز” السبت أن أنصار الله “الحوثيين” عملوا على استدراج الولايات المتحدة للهجوم على اليمن من أجل القتال معها.
وذكر التقرير أن “الضربات العنيفة التي أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتنفيذها على اليمن جاءت بعد تحذيرات لأسابيع للحوثيين بالكف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر، ورغم هذه التحذيرات، واصل الحوثيون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ مما دفع الولايات المتحدة على ما يبدو إلى تنفيذ تهديداتها، وهو ما أثار تساؤلا لدى بعض الخبراء: هل أراد الحوثيون الحرب مع الولايات المتحدة؟ وإن كان هذا صحيحا، فلماذا؟”.
وقال التقرير إن “جيرالد فايرستاين سفير الولايات المتحدة السابق إلى اليمن أحد هؤلاء الذين يعتقدون أن واشنطن منحت الحوثيين ما أرادوه بالضبط، ألا وهو القتال”.
ونقلت الوكالة عن فايرستاين قوله: “بالتأكيد كانوا يحاولون إثارة رد فعل انتقامي من الولايات المتحدة.. لقد كانوا واثقين من قدرتهم على الصمود أمام أي شيء نقدم عليه. رأوا أنهم يحظون بدعم شعبي”.
وأشار التقرير إلى أنه “بعد الضربات الأمريكية والبريطانية الأولى، أظهرت لقطات بطائرة مسيرة بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين احتشاد مئات الآلاف في صنعاء مرددين شعارات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة. وتجمعت حشود في مدن يمنية أخرى أيضا”.
وأضاف أن “خبراء يقولون إن قدرا كبيرا من الثقة لدى الحوثيين ينبع من مقاومتهم هجمات السعودية لسنوات. لكن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحركة قد تكون مختلفة تماما”.
ونقل التقرير عن اللفتنانت جنرال الأمريكي دوجلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة للصحفيين إن “الضربات التي طالت اليمن استهدفت 28 موقعا بأكثر من 150 ذخيرة” يوم الخميس الماضي.
وقال سيمز إنه كان يأمل في عدم تسبب الحوثيين في هذا النوع من الدمار” وأضاف: “أعتقد لو أنك تعمل على تشغيل قاذفة صواريخ باليستية الليلة الماضية، فمن المؤكد لم تكن ترغب في تنفيذ الضربة. لكن، لا، كنت أتمنى ألا يريدوا أن ننفذ الهجمات”.
وذكر التقرير أنه “في أعقاب الضربات، أقر سيمز ومسؤولون أمريكيون آخرون بأن الحوثيين ربما يقدمون على تنفيذ تهديداتهم بالانتقام”.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إنه “بعيدا عن ردعهم، ربما يعد الحوثيون العدد القليل المحتمل للقتلى بين مقاتليهم في هذه الضربات بمثابة نجاح للجماعة حتى وإن أدت إلى تراجع قدراتها”.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن “تعريف شخص ما للنجاح يعتمد في حقيقة الأمر على وجهة نظره”.
وذكر التقرير أن “فايرستاين (السفير السابق في اليمن) حذر من أن تحدي الحوثيين للولايات المتحدة وحلفائها يساعد في تلميع صورتهم في الشرق الأوسط، وهو قلق يشاركه فيه بعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين”.
وقال فايرستاين إن “ذلك يعزز صورة الحوثيين على المستوى الإقليمي، ويضعهم في الصف الأول بين المتحالفين مع إيران في محور المقاومة”.
وأضاف “لا يجب علينا أن نمنح الحوثيين ما يريدون، وهذا ما فعلناه بالضبط”.