تحدث السياسي الإسرائيلي تساحي ليفي، عن أوراق في يد إسرائيل من شأنها أن تضغط على مصر لكي تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين.
وقال المحلل الإسرائيلي في تقرير له إنه يمكن لإسرائيل بالتعاون مع الدول العربية، وضع مخطط لهجرة منظمة لسكان غزة.
وأشار ليفي، وهو عضو في حركة تدعو لتهجير سكان القطاع، إلى أنه على إسرائيل أن تضغط على مصر لكي تقبل بفكرة تهجير الفلسطنيين لديها كمرحلة انتقالية قبل سفرهم إلى تركيا أو أي دول أخرى ترغب في استقبالهم.
وزعم أن هذا لا يعد بأي حال من الأحوال نقلاً قسرياً خاطئاً تماماً، متذرعاً بتنفيذ حماس عملية طوفان الأقصى.
ولفت إلى أن مصر تشهد واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخها، وفي الخامس من أكتوبر من هذا العام، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لمصر إلى Caa1، ما يعني أنها على وشك الإفلاس عملياً، وهذا يكشف أن الحساسية المصرية تجاه سياسة العصا والجزرة الاقتصادية عالية للغاية، ومن الممكن الضغط عليها لفتح معبر رفح والسماح بتهجير سكان قطاع غزة.
وعن ورقة أخرى بيد الاحتلال قال ليفي، إن إسرائيل تبيع الغاز لمصر بحيث يعتمد اقتصاد الطاقة المصري جزئياً على الغاز الإسرائيلي.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم إسرائيل بتصدير الغاز من خلال منشآت التسييل في مصر، والتي يمكن استبدالها بمنشآت التسييل المحلية.
وتطرق إلى طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بتسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى شرم الشيخ لصالح التنمية السياحية.
وتابع: مثل هذه الخطوات تكلف مصر الكثير من المال، كما ينظر في مصر إلى مشروع ربط ميناء إيلات بميناء أشدود على أنه منافس لقناة السويس.
واضاف ساخراً الجزرة لمصر يمكن أن تكون على شكل مساعدات دولية تنظمها إسرائيل لكل لاجئ من غزة تستقبله مصر، بالإضافة إلى زيادة كمية الغاز التي ستبيعها إسرائيل لمصر، على سبيل المثال من خزان الغاز قبالة سواحل غزة، والتي تم تجميد تطويرها بسبب حكم حماس في القطاع”.
المحلل الإسرائيلي كشف أن الضغوط لن تقتصر على مصر، حيث أوضح أن الكيان يمتلك أيضاً أدوات ضغط على المملكة العربية السعودية، الدولة الأكثر تأثيراً على مصر، حيث يحتاج السعوديون إلى اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، ومن المعروف أن ذلك يمر عبر اتفاقية سلام مع إسرائيل، وهناك نحو 23 مليون عامل أجنبي في دول الخليج، منهم نحو نصف مليون عامل فلسطيني حسب التقديرات.
ووفقاً له فإن دول الخليج تتخوف من الضرر الإيراني على قدرتها على تصدير الغاز والنفط. وهناك خطة كثر الحديث عنها وهي ربط حقول الغاز في دول الخليج بأوروبا عبر إسرائيل التي تخطط لبناء خط أنابيب مع قبرص لتصدير الغاز إلى أوروبا.
وأضاف: بهذه الطريقة، ستحصل دول الخليج على الأمن لصادراتها من الطاقة، لكن أوروبا ستحصل أيضاً على الأمن في استيراد الطاقة من الخليج كبديل للغاز الروسي، الذي انخفضت إمداداته بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتابع ليفي: سيكون لدول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية، مصلحة في الحصول على مساعدات إسرائيلية لتأمين صادرات الطاقة والحصول على تحالف دفاعي من الولايات المتحدة، مقابل استقبال عمال من غزة، والضغط على مصر لاستقبال المزيد.
وقال: سيتم مساعدة مصر، من جانب أوروبا، مالياً مقابل فتح معبر رفح، كما يمكن لمصر أن تكون بمثابة محطة انتقال لسكان غزة إلى دول مثل تركيا، التي تعد وجهة هجرة شعبية لسكان قطاع غزة، أو أمريكا الجنوبية، وهي الدول التي تتواجد فيها جاليات فلسطينية كبيرة.
وأضاف المحلل الإسرائيلي قائلاً: “لقد حان الوقت لإسرائيل أن تلعب الشطرنج على الساحة الدبلوماسية، خاصة أنها تمتلك أدوات ضغط فعالة، فإن وجود مليوني مواطن في غزة المجاورين الذين يحملون أيديولوجية قاتلة لإسرائيل في إشارة إلى (المقاومة) ليس قدراً محتوماً، بل إمكانية منطقية وقابلة للتحقيق، سواء بالنسبة لليهود أو العرب.
وقال ليفي إن استطلاع حديث للرأي أجرته حركة “غزة للأبد” اليهودية الاستيطانية أن 86% من الجمهور اليهودي مقتنعون بأنه حتى لو قضى الجيش الإسرائيلي على جميع مسلحي حماس، فإن عدد السكان في قطاع غزة سوف ينمو وينمو معه حركات مقاومة جديدة تهدد إسرائيل.